ثقافة اختتام فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان على بن عياد بعرض مسرحية كوميديا
أسدل مساء الأربعاء 26 فيفري الستار على فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان علي بن عياد للمسرح الذي تميز بتنوع برنامجه خاصة وقد جمع بين العروض المسرحية الهاوية والمحترفة والورشات والمنتدى الفكري و المسابقات من خلال انتقاء أحسن العروض في مجال المسرح المدرسي. وتجدر الإشارة أن أنشطة هذه التظاهرة كانت قد انطلقت بدار الثقافة علي بن عياد بحمام الأنف منذ يوم الجمعة 21 من نفس الشهر .
لأسباب مادية صرفة اقتصر الاختتام على توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة المسرح المدرسي و عرض مسرحية بعنوان "كوميديا "لمخرجها الكيلاني زقروبة هذا العرض الذي تم برمجته لتعويض مسرحية "ريتشارد الثالث" بعد امتناع مخرجها جعفر القاسمي عن تقديم هذا العمل متعللا حسب قوله بكون فضاء مسرح دار الثقافة يفتقر لأبسط مقومات الفرجة الجيدة.
*جوائز المسرح المدرسي:
وبحضور جمهور من اليافعين والشباب وزعت الجوائز على أصحاب الأعمال المسرحية المدرسية الفائزة وذلك انطلاقا من عمل لجنة تحكيم تابعوا عرض المسرحيات المشاركة يوم الأحد الفارط بدار الثقافة المروج وهم أساتذة مسرح من بينهم زينب الفرشيشي و سامية خليفة وسمير العبيدي و محسن الأدب وحياة عثمان وفيصل رزوقة و سوسن الذوادي وفيصل رزوقة ووليد الراجحي...
وقد تحصلت على الجائزة الأولى مسرحية "لا شيء لنا بدوننا" قدمتها المدرسة الإعدادية الياسمينات ومدرسة المكفوفين بئر القصعة كما تم إسناد الجائزة الثانية مناصفة لكل من مسرحية "الوهم" للمدرسة الإعدادية المنجي شاكر الزهراء و مسرحية "استدعاء ولي" قدمتها المدرسة الإعدادية الابياني بومهل و بالنسبة للجائزة الثالثة فقد تحصل عليها معهد فوشانة من خلال مسرحية بائعو الوهم".
وفي السياق نفسه أسندت الجوائز الفردية لسعيد البريني من المدرسة الإعدادية بمرناق و زينب القاسمي من معهد فوشانة.
*عرض الاختتام:
كان الجمهور على موعد مع عر ض مسرحي بعنوان "كوميديا" نص وإخراج كل من الكيلاني زقروبة و ياسين الفطناسي وهي من إنتاج شركة شمس شارك في بطولتها كل من سلمى الاجنف ومعز بن طالب وفيروز ولسعد شحيدر .. ويعكس هذا العمل الواقع الاجتماعي والسياسي الذي شهدته البلاد بعد الثورة بأسلوب قريب من المواطن انطلاقا من خبزه اليومي وروتينية الحياة .. ابرز ما يمكن ملاحظته من خلال المسرحية الاعتماد على تقنية الكوميديا الايطالية الموظفة في مسرح الشارع أو ما يعرف ب"كوميديا دي لارتي" حيث نشاهد أبطالها يضعون أقنعة تغطي وجوههم بصفة جزئية أو كلية اضافة إلى تميز الحوار بطابع تهريجي يتضمن الكثير من النقد اللاذع. فبالرغم من أن الديكور بسيط إلا أن ما شد الجمهور هو تحول الممثل في عديد المناسبات من مرسل إلى متلق من خلال تشريكه في مواقف ضاحكة و تبادل الممثلين أدوارهم بسلاسة .
على امتداد أيام المهرجان عرضت مجموعة من المسرحيات المحترفة التي نالت استحسان الجمهور خاصة وقد اكتشف بعظها أبناء الضاحية الجنوبية لأول مرة ومن بينها مسرحية "علي بن غذاهم" لمخرجها صابر الحامي التي فاجأت الجميع بقوة نصها وإخراجها الجيد اضافة إلى اعتمادها على مؤثرات صوتية و بصرية وإضاءة تواصلت على امتداد زمن عرضها تطلب تنفيذها أجهزة تقنية متطورة لم يجلبها فريق العمل معهم بل كانت موجودة بدار الثقافة علي بن عياد التي أعيدت تهياتها سنة 2012 بهدف توفير مقومات الفرجة الجيدة والعادلة .. من الطبيعي أن تشهد مختلف دور الثقافة تفاوتا في التجهيزات ولكن للمواطن الحق في الثقافة وفي مسرح يخرج من المسارح البلدية الراقية فيتنقل إلى دور الثقافة في كامل مناطق الجمهورية التي تشهد بعضها تحسينات لا يمكن تجاهلها.
رحاب المازني